فصل: السؤال الأول: الفائدة من قوله: {لاَّ تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا} هي الفائدة من قوله: {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} فما المقصود من هذا التكرار؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قوله: {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ} أن وما في حَيْزها في محلّ نصب لعطفها على المَنْصُوب في قوله: {اذْكُرُوا نِعْمَتي} أي: اذكروا نِعْمَتِي وتفضيلي أيَّاكم، والجار متعلّق به، وهذا من باب عطف الخَاصّ على العام؛ لأن النعمة تشمل التَّفْضِيل.
والفضل الزيادة في الخير، واستعماله في الأصل التعدّي ب {على} وقد يتعدَّى بعن إمَّا على التضْمِين، وإما على التجوُّز في الحذف؛ كقوله: البسيط:
لاَهِ ابْنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ ** عَنِّي وَلاَ أَنْتَ دَيَّانِي فتَخْزُوني

وقد يتعدّى بنفسه؛ كقوله: الوافر:
وَجَدْنَا نَهْشَلًا فَضَلَتْ فُقَيْمًا ** كَفَضْلِ ابْنِ المَخَاضِ عَلَى الفَصِيلِ

فعدّاه بنفسه، وب عن، وفعله فَضَل بالفَتْحِ يَفْضُل بالضم كقَتَل يَقْتُل.
وأما الذي معناه الفَضْلَة من الشيء، وهي: البقيّة فَفِعْلُه أيضًا كما تقدم.
ويقال فيه أيضًا: فَضِل بالكسر يَفْضَلُ بالفتح كعَلِم يَعْلَم، ومنهم من يكسرها في الماضي، ويضمّها في المضارع، وهو من التَّدَاخل بين اللغتين. اهـ.

.تفسير الآية رقم (48):

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما ذكرهم بتخصيصهم بالكرامة ونهاهم عن المخالفة وكانت المخالفة مع عظيم النعمة أقبح وأشد وأفحش حذّرهم يومًا لا ينجي أحدًا فيه إلا تقواه فقال.
وقال الحرالي: لما دعاهم إلى الوفاء بالعهد تنبيهًا لهمة من له فضل باطن يرجع إلى فضائل النفس فأجاب من وفق وتمادى على حاله من خذل ثنى الخطاب لهم بالتنبيه على النعمة الظاهرة ليتنبه لذلك من يخاف تغيير النعمة الظاهرة حين لم يخف السقوط عن رتبة الفضيلة في الخطاب فذكرهم بالنعمة والتفضيل الذي فضلهم به على العالمين وهم من ظهرت أعلام وجودهم في زمانهم، وكذلك كل تفضيل يقع في القرآن والسنة، وإنما العالم من شمله الوجود لا ما أحاط به العلم بعد، لأن ذلك لم يرفع في الشهود علم وجوده؛ وفيه إشعار بأنهم كما فضلوهم على عالمي زمانهم فليس ذلك بمقصور عليهم بل كذلك يفضل الله العرب في زمان نبوتها على بني إسرائيل وعلى جميع الموجودين في زمانهم، وحيث انتهى الخطاب إلى تذكر ظاهر النعمة بعد التذكير بباطن الفضيلة لم يبق وراء ذلك إلا التهديد بوعيد الآخرة عطفًا على تهديد تقتضيه الأفهام بتغيير ما بقي عليهم من النعمة في الدنيا؛ فكان مفهوم الخطاب: فاحذروا أن يصيبكم مثل ما أصاب المؤاخذين في الدنيا- انتهى {واتقوا}.
ولما كان المتقى إنما هو الجزاء الواقع في يوم القيامة حذفه وأقام اليوم مقامه تفخيمًا له وتنبيهًا على أن عقابه لا يدفع كما يدفع ما في غيره بأنواع الحيل فقال: {يومًا} هو من العظمة بحيث {لا تجزي} أي تفضي وتغني فيه {نفس} أي نفس كانت {عن نفس} كذلك {شيئًا} من الجزاء.
قال الحرالي: والنفس لكل امرئ لزمته نفاسة على غيره، فهؤلاء الذين لا يغني بعضهم عن بعض بخلاف من آثر غيره وذهبت نفاسة نفسه، فإنه يغني عمن دونه بالشفاعة والإحسان في الدنيا والآخرة، وفيه إعلام بأن ضعة النفس مبدأ التوفيق ونفاستها مبدأ الخذلان {أذلة على المؤمنين} [المائدة: 54] فذل العبد- بالضم- لله، وذِله- بالكسر- لعباد الله بشرى فوزه، وإعراضه عن ذكر الله وصعر خده للناس نذارة هلاكه- انتهى.
ولما كان الإجزاء قد يكون بنفس كون المجزئ موجودًا وهو بحيث يخشى أن يسعى في الفكاك بنوع حيلة فتحرك القلوب لإجابته وفك أسيره فيحمل ذلك من أسره على إطلاقه، وقد يحتال بالفعل في التوصل إلى فكه في خفية بسرقته أو فتح سجنه أو نحو ذلك، وكانت وجوه الإجزاء المشهورة ثلاثة عطفها على الإجزاء الأعم منها فقال: {ولا يقبل منها} أي النفس الأولى أو الثانية {شفاعة} أي لم يؤذن فيها وهي من الشفع وهو إرفاد الطالب بتثنية الرغبة له فيما رغب فيه ليصير كالإمام له في وجهة حاجته- قاله الحرالي {ولا يؤخذ منها عدل} تبذله غير الأعمال الصالحة، وهو ما يعدل الشيء ويكون معه كالعدلين المتكافئي القدر على الحمولة، فكأنّ العدل- بالكسر- في الشيء المحسوس، والعدل- بالفتح- في الشيء المعقول، وكذلك عادة العرب تفرق بين ما في الحس وما في المعنى بعلامة إعراب في ذات نفس الكلمة لا في آخرها- قاله الحرالي.
ولما كان عدم النصرة للجمع يستلزم عدمها للمفرد بطريق الأولى جمع فقال: {ولا هم ينصرون} أي يتجدد لهم نصر يومًا ما بمن ينقذهم قهرًا كائنًا من كان، والنصر تأييد المقاوم في الأمر بما هو أقوى من مقاومة وهما طرفان ليصير كالمتقدم له بحكم استقلاله فيما يتوقع عجز المنصور فيه- قاله الحرالي.
فانتفى بذلك جميع وجوه الخلاص التي يطمع فيها الظالم في الدنيا.
قال الحرالي: ولما كانت أسباب النجاة للمرء بأحد ثلاث: إما شفاعة من فوقه في العلم والفضل، وإما نصرة من فوقه في الأيد والقوة، وإما فكاك من يده لنفسه إذ من هو مثله لا يغني وأحرى من هو دونه، استوفى الخطاب جميع الوجوه الثلاثة ليسد على ذي النفس المستمسك بنفاسته جميع الوجوه الثلاثة من الشفاعة والفدية والنصرة- انتهى. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

.فصل: معنى الاتقاء:

اعلم أن اتقاء اليوم اتقاء لما يحصل في ذلك اليوم من العقاب والشدائد لأن نفس اليوم لا يتقى ولابد من أن يرده أهل الجنة والنار جميعًا.
فالمراد ما ذكرناه ثم إنه تعالى وصف اليوم بأشد الصفات وأعظمها تهويلًا، وذلك لأن العرب إذا دفع أحدهم إلى كريهة وحاولت أعوانه دفاع ذلك عنه بذلت ما في نفوسها الأبية من مقتضى الحمية فذبت عنه كما يذب الوالد عن ولده بغاية قوته، فإن رأى من لا طاقة له بمانعته عاد بوجوه الضراعة وصنوف الشفاعة فحاول بالملاينة ما قصر عنه بالمخاشنة، فإن لم تغن عنه الحالتان من الخشونة والليان لم يبق بعده إلا فداء الشيء بمثله.
إما مال أو غيره وإن لم تغن عنه هذه الثلاثة تعلل بما يرجوه من نصر الأخلاء والأخوان فأخبر الله سبحانه أنه لا يغني شيء من هذه الأمور عن المجرمين في الآخرة. اهـ.

.سؤالان:

.السؤال الأول: الفائدة من قوله: {لاَّ تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا} هي الفائدة من قوله: {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} فما المقصود من هذا التكرار؟

والجواب: المراد من قوله: {لاَّ تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا} أنه لا يتحمل عنه غيره ما يلزمه من الجزاء، وأما النصرة فهي أن يحاول تخليصه عن حكم المعاقب وسنذكر فرقًا آخر إن شاء الله تعالى.

.السؤال الثاني: أن الله تعالى قدم في هذه الآية قبول الشفاعة على أخذ الفدية وذكر هذه الآية في هذه السورة بعد العشرين والمائة وقدم قبول الفدية على ذكر الشفاعة فما الحكمة فيه؟

الجواب: أن من كان ميله إلى حب المال أشد من ميله إلى علو النفس فإنه يقدم التمسك بالشافعين على إعطاء الفدية ومن كان بالعكس يقدم الفدية على الشفاعة، ففائدة تغيير الترتيب، الإشارة إلى هذين الصنفين. اهـ.

.فصل: في قوله تعالى: {لاَّ تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا}:

قال الفخر:
أما قوله تعالى: {لاَّ تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا} فقال القفال: الأصل في جزى هذا عند أهل اللغة قضي ومنه الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بردة بن يسار: تجزيك ولا تجزي أحدًا بعدك، هكذا يرويه أهل العربية: تجزيك بفتح التاء غير مهموز أي تقضي عن أضحيتك وتنوب، ومعنى الآية أن يوم القيامة لا تنوب نفس عن نفس شيئًا ولا تحمل عنها شيئًا مما أصابها، بل يفر المرء فيه من أخيه وأمه وأبيه ومعنى هذه النيابة أن طاعة المطيع لا تقضي على العاصي ما كان واجبًا عليه.
وقد تقع هذه النيابة في الدنيا كالرجل يقضي عن قريبه وصديقه دينه ويتحمل عنه، فأما يوم القيامة فإن قضاء الحقوق إنما يقع فيه من الحسنات.
روى أبو هريرة قال: قال عليه السلام: «رحم الله عبدًا كان عنده لأخيه مظلمة في عرض أو مال أو جاه فاستحله قبل أن يؤخذ منه وليس ثم دينار ولا درهم فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته وإن لم يكن له حسنات حمل من سيئاته».
قال صاحب الكشاف: وشيئًا مفعول به ويجوز أن يكون في موضع مصدر أي قليلًا من الجزاء كقوله تعالى: {وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [مريم: 60].
ومن قرأ: {لا يجزي} من أجزأ عنه إذا أغنى عنه فلا يكون في قراءته إلا بمعنى شيئًا من الإجزاء وهذه الجملة منصوبة المحل صفة ليومًا.
فإن قيل: فأين العائد منها إلى الموصوف؟ قلنا: هو محذوف تقديره لا تجزي فيه ومعنى التنكير أن نفسًا من الأنفس لا تجزي عن نفس غيرها شيئًا من الأشياء وهو الإقناط الكلي القطاع للمطامع.
أما قوله تعالى: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شفاعة} فالشفاعة أن يستوهب أحد لأحد شيئًا ويطلب له حاجة وأصلها من الشفع الذي هو ضد الوتر، كأن صاحب الحاجة كان فردًا فصار الشفيع له شفعًا أي صارا زوجًا.
واعلم أن الضمير في قوله: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا} راجع إلى النفس الثانية العاصية وهي التي لا يؤخذ منها عدل، ومعنى لا يقبل منها شفاعة إنها إن جاءت بشفاعة شفيع لا يقبل منها، ويجوز أن يرجع إلى النفس الأولى، على أنها لو شفعت لها لم تقبل شفاعتها كما لا تجزي عنها شيئًا.
أما قوله تعالى: {وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} أي فدية، وأصل الكلمة من معادلة الشيء تقول: ما أعدل بفلان أحدًا، أي لا أرى له نظيرًا.
قال تعالى: {ثْمَّ الذين كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1] ونظيره هذه الآية قوله تعالى: {إِنَّ الذين كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا في الأرض جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ القيامة مَا تقبل منهم} [المائدة: 36] وقال تعالى: {إِنَّ الذين كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مّلْء الأرض ذَهَبًا وَلَوِ افتدى بِهِ} [آل عمران: 91] وقال: {وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا} [الأنعام: 70].
أما قوله تعالى: {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} فاعلم أن التناصر إنما يكون في الدنيا بالمخالطة والقرابة وقد أخبر الله تعالى أنه ليس يومئذ خلة ولا شفاعة وأنه لا أنساب بينهم، وإنما المرء يفر من أخيه وأمه وأبيه وقرابته، قال القفال: والنصر يراد به المعونة كقوله: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا»، ومنه معنى الإغاثة: تقول العرب: أرض منصورة أي ممطورة، والغيث ينصر البلاد إذا أنبتها فكأنه أغاث أهلها وقيل في قوله تعالى: {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ الله} [الحج: 15] أي أن لن يرزقه كما يرزق الغيث البلاد، ويسمى الانتقام نصرة وانتصارًا، قال تعالى: {ونصرناه مِنَ القوم الذين كَذَّبُواْ بآياتنا} [الأنبياء: 77] قالوا معناه: فانتقمنا له، فقوله تعالى: {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} يحتمل هذه الوجوه فإنهم يوم القيامة لا يغاثون، ويحتمل أنهم إذا عذبوا لم يجدوا من ينتقم لهم من الله، وفي الجملة كأن النصر هو دفع الشدائد، فأخبر الله تعالى أنه لا دافع هناك من عذابه. اهـ.

.قال القرطبي:

ومعنى {لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا} أي لا تؤاخذ نفس بذنب أخرى ولا تدفع عنها شيئًا؛ تقول: جَزَى عنّي هذا الأمر يَجْزِي؛ كما تقول: قَضَى عني.
واجتزأت بالشيء اجتزاء إذا اكتفيت به؛ قال الشاعر:
فإنّ الغدر في الأقوام عارٌ ** وأن الحرّ يَجزأ بالكُراع

أي يكتفي بها.
وفي حديث عمر: «إذا أجريت الماء على الماء جَزَى عنك» يريد إذا صببت الماء على البول في الأرض فجرى عليه طهر المكان، ولا حاجة بك إلى غسل ذلك الموضع وتنشيف الماء بخرقة أو غيرها كما يفعل كثير من الناس.
وفي صحيح الحديث عن أبي بُردة بن نِيار في الأُضْحِيّة: «لن تَجزِيَ عن أحد بعدك» أي لن تغني.
فمعنى لا تجزي: لا تقضي ولا تغني ولا تكفي إن لم يكن عليها شيء؛ فإن كان فإنها تجزي وتقضي وتغني، بغير اختيارها من حسناتها ما عليها من الحقوق؛ كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت عنده مَظلِمة لأخيه من عِرْضه أو شيءٌ فليتحلّله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أُخِذ منه بقدر مظلِمته وإن لم يكن له حسنات أُخِذ من سيئات صاحبه فحُمِل عليه» خرّجه البخاري.
ومثله حديثه الآخر: في المُفْلِس، وقد ذكرناه في التذكرة خرّجه مسلم.
وقرئ: {تُجزِئ} بضم التاء والهمز.
ويقال: جَزَى وأجزى بمعنًى واحد.
وقد فرّق بينهما قوم فقالوا: جَزَى بمعنى قضى وكافأ.
وأجزى بمعنى أغنى وكفى.
أجزأني الشيء يجزئني أي كفاني؛ قال الشاعر:
وأجزأتَ أمر العالمين ولم يكن ** ليجزئ إلا كاملٌ وابن كامل

.قال الفخر:

.فائدة: التحذير من المعاصي:

إن في الآية أعظم تحذير عن المعاصي وأقوى ترغيب في تلافي الإنسان ما يكون منه من المعصية بالتوبة لأنه إذا تصور أنه ليس بعد الموت استدراك ولا شفاعة ولا نصرة ولا فدية علم أنه لا خلاص له إلا بالطاعة، فإذا كان لا يأمن كل ساعة من التقصير في العبادة، ومن فوت التوبة من حيث إنه لا يقين له في البقاء صار حذرًا خائفًا في كل حال، والآية وإن كانت في بني إسرائيل فهي في المعنى مخاطبة للكل لأن الوصف الذي ذكر فيها وصف لليوم وذلك يعم كل من يحضر في ذلك اليوم. اهـ.